Back to top

Laila Moghrabi - Libya

Title: 
Laila Moghrabi - Libya

كلمة منتدى دبلن لحقوق الانسان

 

شهدت ليبيا انفراجاُ كبيراً في الحريات، بعد سقوط النظام السابق، مما جعلنا نتوقع أن نعيش مرحلة جديدة من الانفتاح على التنوع وقبول الأخر، وانطلقنا بحماس لتأسيس منظمات تعنى بالحقوق والحريات وتؤسس لقبول الأخر ونبذ العنف والتطرف.

حركة تنوير حملت هذه الأهداف ضمن حراك ثقافي كبير، لكن السلاح والفوضى وانتشار العنف والتطرف والإقصاء كان سيد المشهد، تعرضت صديقتي وزميلتي في حركة تنوير الحقوقية انتصار الحصائري للاغتيال في فبراير 2015 ، مما اضطرنا لإيقاف نشاطنا في الحركة.

مؤخراً وفي نهاية أغسطس الماضي، اضطررت للخروج من بلدي رفقة عائلتي الصغيرة، لاجئة إلى تونس، على خلفية تهمة التكفير ونشر الفاحشة في المجتمع، بعد أن أصدرت كتاب مختارات للأدباء الليبيين الشباب، بعنوان " شمس على نوافذ مغلقة"، قدمت من خلاله 25 أديباً وأديبة من الشباب للشهد الثقافي، شاركني في تحرير الكتاب الشاعر الليبي الامريكي خالد المطاوع، وبتمويل من المركز الثقافي البريطاني.

تم الاعتراض على أحد المقاطع الواردة فيه، التي اعتبرت منافية للأخلاق العامة للمجتمع الليبي، وتحول الأمر لقضية رأي عام ، تلقفتها التيارات الاسلامية وخاصة التيار السلفي، مصدراً مقاطع فيديو تم ذكري فيها وتكفيري وتهديدي بالقتل.

ما نعيشه اليوم في ليبيا، بعيد كل البعد عن أي حقوق وحريات كنا نطمح إليها، بعد سقوط النظام، متفائلين بالقادم وببناء دولة مدنية تحترم حقوق الانسان.

إن فوضى السلاح والتطرف، تنتشر بشكل مخيف وتتزامن مع سوء الأوضاع عموماً، مما يجعل ممارسة العمل الحقوقي والدفاع عنه أمر يعرضنا للخطر.

ما يحصل من انتهاكات ضد الأدباء والصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان، تم توثيق معظمه لدى المنظمات الدولية والمحلية، وربما ما حصل معي في قضية الكتاب مؤخراً وصل صداه إلى معظم المنظمات والحكومات، الهيئات، وصدرت عدة تقارير حقوقية بشأنه، تؤكد هذه الانتهاكات المريعة.

لا أدري متى يمكنني العودة إلى بلدي، لكنني مع ذلك لن أتخلى عن مبادئي، ومستمرة في العمل الثقافي ودعم حرية التعبير والإبداع، والدفاع عن حقوق الانسان في أن يعيش آمناً في بلده، رغم ما أمر به من مصاعب ومعاناة عائلتي الصغيرة بسببي.

طرق النضال لم تك يوماً آمنة، لكنه طريق الحياة لأجل أبنائنا.

Photo: 
Laila Moghrabi
Quote: 

لا أدري متى يمكنني العودة إلى بلدي، لكنني مع ذلك لن أتخلى عن مبادئي، ومستمرة في العمل الثقافي ودعم حرية التعبير والإبداع، والدفاع عن حقوق الانسان في أن يعيش آمناً في بلده، رغم ما أمر به من مصاعب ومعاناة عائلتي الصغيرة بسببي

Violations: