Back to top

’’شهادة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان وسجين الرأي السابق علي سالم التامك

Title: 
’’شهادة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان وسجين الرأي السابق علي سالم التامك

تحذير: وصف لعنف جنسيّ 

كانت والدتي تكره الإضراب عن الطعام لأنه طريق مباشر للموت

’’شهادة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان وسجين الرأي السابقعلي سالم التامك‘‘’’كانت والدتي تكره الإضراب عن الطعام لأنه طريق مباشر للموت‘‘     اسمي الكامل علي سالم التامك، البالغ من العمر (49 سنة)، المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان والناشط النقابي والسياسي والجمعوي. انخرطت في العمل النضالي السلمي وأنا شاب لا يتجاوز عمري 16 سنة، متأثرا بظروف ساهمت في تأطير مساري النضالي والحقوقي، منها ما هو موضوعي ومنها ما هو ذاتي.    ما هو موضوعي يتمثل أساسا في تنامي النضال الوطني الصحراوي التحرري، واستمرار جرائم الاحتلال العسكري المغربي في حق المدنيين الصحراويين بالصحراء الغربية. وأما ماهو ذاتي؛ فيتجسد في جريمة اغتيال عمي : لحسن التامك* شهيد الحركة الطلابية الصحراوية والمختطف الصحراوي، واختطاف عمي الآخر من طرف المخابرات المغربية في نفس اليوم (السبت 21 ماي / أيار من سنة  1977  (بالرباط / المغرب، واعتقال بعض أفراد عائلتي من قبل الاحتلال المغربي والتحاق آخرين بمخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غرب مدينة تندوف / الجزائر.* تقرير حول متابعة تفعيل توصيات هيئة الانصاف والمصالحة المغربية . الملحق 1 ، حالات الاختفاء القسري، ديسمبر 2010، ص 42.’’خلال مساري النضالي تعرضت لجرائم الاختطاف والاعتقال من طرف أجهزة الاحتلال المغربي ست (06) مرات’’    • من سنة 1993 إلى سنة 1994    • سنة 1996    • سنتي 1997 – 1998    • من سنة 2002 إلى سنة 2004    • من سنة 2005 إلى 2006    • من سنة 2009 إلى 2011  ولقد تعرضت للمتابعة القضائية من طرف الاحتلال المغربي منذ سنة 2011، بعد محاكمتي رفقة مجموعة من المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان وإخلاء سبيلنا بصفة سراح مؤقت دون إصدار حكم. وهو ما يعتبر في الأعراف القانونية، اعتقالا موقوف التنفيذ.   وخلال فترات الاختطافات والاعتقالات، تعرضت أحيانا كثيرة لأشكال من التعذيب الجسدي والنفسي، وغالبية محاكماتي تمت في محاكم مدنية وعسكرية خارج إقليم الصحراء الغربية باستـثـناء محاكمتي سنة 2005 بالعيون / الصحراء الغربية.    وقد تبـنت قضيتي منظمات حقوقية دولية معروفة ومغربية بصفتي مدافعا عن حقوق الإنسان وسجين رأي كـ ’’منظمة العفو الدوليةAMNESTY’’ و’’هيومن رايتس ووتشHRW’’ و’’فرونت لاين ديفندرزFRONT LINE’’ و’’الجمعية المغربية لحقوق الإنسانAMDH ’’ منذ سنة 2002. كما قادت هذه المنظمات حملات دولية تحت عنوان:’’الحرية لسجين الرأي علي سالم التامك’’، تبنتها جهات ومؤسسات رسمية وأخرى غير حكومية في العالم طالبت بنفس المطلب.وأصدر البرلمان الأوروبي توصية بتاريخ 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2005 تطالب بإطلاق سراحي وسراح مجموعة من السجناء السياسيين الصحراويين (مجموعة 37) وغيرها.    انخرطت وناضلت وتحملت مسؤوليات قيادية في إطارات نقابية وحقوقية صحراوية، ومنظمات حقوقية ونقابية مغربية ذات مصداقية. وتابعت في التسعينيات من القرن الماضي وضعية السجناء السياسيين الصحراويين بالحضور الميداني ومتابعة محاكماتهم وزيارتهم بالسجون المغربية. وكذا زيارة الأسرى الصحراويين (مجموعة 66) الذين أفرج عنهم تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمرICRC سنة 1996 بمدينة أكادير/ المغرب، وتمت إعادتهم لعائلاتهم بمخيمات اللاجئين الصحراويين.   كما تابعت وضعية المختطفين مجهولي المصير وساهمت في تشكيل لجنة تحضيرية لتأسيس إطار حقوقي للمختطفين الصحراويين مجهولي المصير.وكنت من ضمن مؤسسي منظمات حقوقية كـ ’’منتدى الحقيقة والإنصاف / فرع الصحراء سنة 2000 FVJ’’، و’’تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسانCODESA’’ سنة 2002 بالعيون / الصحراء الغربية.     كما ساهمت في تشكيل العديد من المنظمات واللجان الحقوقية والنقابية والإعلامية والثقافية بالصحراء الغربية، وشاركت في ندوات وأنشطة نضالية ونقابية وحقوقية محلية ودولية وحملات تحسيسية بوضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية. إضافة إلى عضويتي في منظمات وتنسيقيات محلية وإقليمية ودولية من ضمنها منظمة ’’فرونت لاين الدوليةFRONT LINE ’’ منذ سنة 2004 كمنسق لها بالصحراء الغربية، وقد حصلت على جوائز دولية لحقوق الإنسان.

’’جرائم منع واغتصاب وتشهير’’

    وخلال عملي الحقوقي والمساهمة في التعريف بجرائم الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين  بالصحراء الغربية ومحاولة الحَد منها، إلى جانب عمل مدافعين آخرين عن حقوق الإنسان، تعرضت وعائلتي مرات عديدة لجرائم ضد الإنسانية كان من ضمنها :    • منعي من جواز السفر لمدة 12 سنة، ولم أحصل عليه إلاّ بعد حملة دولية واسعة وتنظيم مظاهرة لمتضامنين معي بمدينة آسا بتاريخ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2004 وتهديدي بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام*    • تعرضت زوجتي السابقة وهي ربة بيت وإنسانة بسيطة، ليست لها أية ميولات سياسية سنة 2003 بمدينة أكادير/ المغرب لجريمة اغتصاب جماعي ووحشي من طرف خمس عناصر من جهاز المخابرات المغربية ’’ديستي DST’’ أمام مرأى ومسمع من ابنتي ’’الثورة التامك’’ والتي لا يتجاوز عمرها آنذاك 03 سنوات، عقب قيامي بأول لقاء مباشر مع الإذاعة الوطنية الصحراوية لجبهة البوليساريو من داخل سجن مدينة سلا / المغرب.وقد حكت حسب شهادتها لجريدة ’’إلموندوEL MUNDO’’ الإسبانية، ولمواقع إعلامية أخرى أنهم تبولوا عليها أثناء اغتصابها؛ إمعانا في الانتقام مني بعدما فشلوا في استدراجها للتجسس علي، وبسبب ذلك خضعت ولا زالت تخضع للمتابعة الطبية والعلاج النفسي بإسبانيا.* أنظر رسالة البرلمان الأوروبي إلى السلطات المغربية المؤرشفة بتاريخ 29 أكتوبر 2004.

ومما جاء في تحقيق الصحفي المغربي المعروف علي لمرابط* في جريدة ’’إلموندو EL MUNDO’’ بتاريخ  27يونيو/ حزيران 2005 :’’...عائشة شافع هي زوجة علي سالم التامك، النقابي المشهور والعضو الفاعل لجبهة البوليساريو في المغرب، رمز الوطنيين الصحراويين المتشبثين بالاستقلال. التامك هو بمثابة صداع الرأس لوزارة الداخلية المغربية، التي حاولت جاهدة مستعملة كل ما تملكه من وسائل شرائه وإسكاته، أو التشكيك في مصداقيته. خلال الأسابيع الماضية أرسلت وكالة الأنباء الرسمية "لاماب MAP" بمدريد إلى الرباط قصاصة تتهمه فيها بأنه لجأ في تصريحاته إلى أسلوب التهديد بالإرهاب.من المعروف أن هذا النبأ ما هو إلا كذبة هدفها إعطاء الضوء الأخضر للصحافة المغربية الرسمية للهجوم على الشاب الصحراوي، والذي تم في وقت سابق تهديده بالقتل. وبالتالي فالأهمية التي يوليها النظام المغربي لهذا الرجل ذو الهيئة الصغيرة والقناعات الكبيرة الراسخة، والذي تم سجنه مرات عديدة لما يحمله من أفكار، والمضيق عليه الخناق بصورة دائمة، هي بذات الحجم الذي يؤكده لقاء غير رسمي في نونبر 2004 مع مسؤولي الإعلام المغربي وفؤاد عالي الهمة* وزير الداخلية المغربي رفقة الطيب الفاسي الفهري* وزير الخارجية المغربي. وكليهما أكدا أن التامك يمثل مشكلة عويصة للمملكة المغربية، وأن الاحتكاك به يؤدي الى الاحتراق، وذلك ما حدث لعائشة’’

*علي لمرابط ،زوجة زعيم صحراوي تؤكد اغتصابها من طرف خمسة أفراد من الشرطة المغربية،جريدة إلموندو الإسبانية، العدد 5.676، ص 26*فؤاد عالي الهمة من مواليد 06 دسيمبر1962، وزير منتدب سابق لوزارة الداخلية المغربية، ويعمل مستشارا لدى ملك المغرب منذ سنة 2012.*الطيب الفاسي الفهري من مواليد 09 أبريل 1958، عمل وزير الدولة المعني لشؤون الخارجية والتعاون المغربية، منذ سنة 1993 الى 2011، حيث عين مستشارا لملك المغرب منذ سنة 2012.    • اعتقال زوجتي الحالية من غرفة فندق بمدينة الرباط / المغرب بتاريخ 14 نونبر / تشرين الثاني 2013 كوسيلة ترهيب وعقاب، ويحتمل أن مخابرات الاحتلال المغربي قد زرعت آلات تسجيل وتصوير سري في الغرفة كعادتها في التعامل مع المعارضين المغاربة أو من له رأي مناقض للاحتلال المغربي في قضية الصحراء الغربية. وعلى إثرهذه الواقعة شنت الصحافة المغربية حملة تشنيع للإساءة لزوجتي والمساس بشرفها واتهامها زورا بـ’’الخيانة الزوجية’’*، في محاولة رخيصة لاستغلال طبيعة المجتمع الصحراوي المحافظ، و حساسية مثل هذه القضايا للعزل الاجتماعي، وطريقة من طرق الضـغط والاغتيال المعنوي.ولإيقاف نشاطي النضالي والحقوقي والحدّ منه، انتهج الاحتلال المغربي سيناريو آخر للعقاب وهو قرار وضعي في مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بمدينة إنزكان / المغرب، بعد اختطافي من سجن العيون / الصحراء الغربية بتاريخ 01 غشت / آوت 2005، واعتماد أسلوب التشهير بي والإساءة لعائلتي في غالبية الصحافة المغربية المكتوبة والمسموعة والمرئية. وممارسة الضغط على عائلتي، كما فعلت في بيان صدر سنة 2005 نشرته الصحافة المغربية، أُرغم فيها والدي وأعمامي على التوقيع ضدي والتبرؤ مني، بمبرر أنني عاق وخرجت عن ’’طوع’’ العائلة.وامتد هذا العقاب الممنهج إلى منعي من دخول الصحراء الغربية بتاريخ 24 يوليوز/ تموز2006، ومن ولوج الجامعة المغربية ومصادرة حقي في التعليم الجامعي منذ سنة 2007. ولذلك خضت اعتصاما وإضرابا مفتوحا عن الطعام دام تسعة (09) أيام بمدينة آسا تخللته مظاهرات ووقفات احتجاجية سلمية تضامنية للمطالبة بتمتيعي بالحق في الدراسة الجامعية. لكن الاحتلال المغربي رفض ذلك واستمر في ممارسة التمييز ضدي بمصادرة حقي في التعليم العالي وتشنيعي في الصحافة المغربية، بدعوتي للتوجه لتندوف لمتابعة الدراسة الجامعية.كل هذا وغيره من وسائل القمع والتعذيب والمعاناة تركت تأثيرات نفسية وصحية عميقة على المستوى الشخصي والعائلي، وخلقت لدي اضطرابات  مزمنة في النوم.

 * كمال قروع، إطلاق سراح زوجة التامك بعد اعتقالها في حضن "مناضل"صحراوي، جريدة هبة بريس الالكترونية المغربية،1  نونبر 2013.’’جريمة اعتقال ابني القاصر والاعتداء على والدته’’

وفي هذا الصدد أودّ أنْ أوافيكم بواقعة خطيرة جدا طارئة تتعلق بابني ’’أبّي التامك’’ وهو طفل (عمره 07 سنوات)، تعرض ليلة الأحد 03 ماي/ آيار 2022 بشارع سكيكمة بالعيون / الصحراء الغربية للاعتقال من قبل شرطة الاحتلال المغربي رفقة قريبته المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان ’’جميلة مُجَاهِد’’-عضو منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA، والمتابعة حاليا في حالة سراح مؤقت من قبل قضاء الاحتلال المغربي، وستعقد جلسة محاكمتها المقبلة بمدينة العيون بتاريخ 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022 -. إذ وضع ابني داخل سيارة للشرطة في حالة من الهيستريا والخوف والاضطراب الشديد، حيث تم تعنيفه وإيذاؤه والاعتداء على والدته المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان ’’الخليفة الركيبي’’ عندما حاولت إنقاذه، وتجدر الإشارة أنها سبق وإن تعرضت لاعتداءات جسدية ولفظية أثناء مشاركتها في مظاهرات سلمية من أجل المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي.وبعد وقت نقلته والدته لمستشفى ’’الحسن بلمهدي’’ بالعيون / الصحراء الغربية حيث تم إهماله عمدا، ولم يتلق أي فحوصات تذكر بالنظر لخطورة ما وقع له. ورفضت إدارة المستشفى المذكور بأمر من مخابرات الاحتلال المغربي علاجه ومنحه أي شهادة طبية عن حالته الصحية والنفسية. ومنذ ذلك الوقت وهو في ظروف نفسية وصحية سيئة؛ نتيجة تأثيرات هذا الاعتداء عليه كإصابته بالتبول اللاإرادي واضطرابات في النوم وحالات فزع وكوابيس. قد تترتب عن ذلك مضاعفات نفسية وجسدية وتعليمية، لكونه تلميذا في الأقسام الأولى من التعليم الابتدائي.وفي نفس السياق تعرض منزلي الذي اكتريه بالعيون بتاريخ : 27 نونبر/ تشرين الثاني 2020 لهجوم بالرشق بالحجارة من قبل قوات الاحتلال المغربي في وقت كان ابني ’’أبّي التامك’’ يحتفل بعيد ميلاده وهو يكمل سنته الخامسة بحضور أفراد عائلته، حيث تعرضت زوجتي وأفراد من عائلتي للتحرش الجنسي والتهديد، وعاش ابني تداعيات ذلك الترهيب ومحاولة مداهمة واقتحام منزلي بالقوة.   وقد تم استدعائي بعد ذلك من طرف قضاء الاحتلال المغربي بالعيون، وتم تحرير محضر استماع دون أن يُفتح تحقيق في واقعة الهجوم على عائلتي ومساءلة الجناة. علما أنه سبق لي أن تقدمت لنفس الجهة بالعديد من الشكايات حول الانتهاكات التي طالتني وطالت أفراد عائلتي دون أن يفتح تحقيق بشأنها ومعاقبة مرتكبيها.  ويذكر أنني مطرود من العمل الوظيفي بسبب رأيي ونشاطي الحقوقي والنقابي منذ تاريخ 01 يونيو/ حزيران 2002، وقبل ذلك تم تهجيري قسرا وأنا تلميذ سنة 1992 إلى مدينة تزنيت / المغرب لأنني كنت أمثل الحركة التلاميذية النقابية بمدينة أسا آنذاك، وسنة 2002 تم تهجيري وأنا موظف من مدينة أسا إلى مدينة مكناس المنزه / المغرب.  كما أنني أعيل أسرة تتكون من زوجتي وطفلين وبدون موارد مالية لأكثر من 20 سنة نتيجة انتقام أجهزة الاحتلال المغربي بسبب نشاطي الحقوقي والنقابي.

’’محروم من ابنتي اللاجئة السياسية في اسبانيا’’

   ابنتي ’’الثورة’’ البالغة من العمر 22 سنة، ارغمت على اللجوء سياسيا إلى إسبانيا سنة 2004 رفقة والدتها ، ولم تحصلا بعد على الجنسية الاسبانية إلى حدود الساعة. كما لم تتمكنا من زيارة الصحراء الغربية منذ ذلك الوقت. بالإضافة إلى أنني أجد صعوبة في التواصل مع ابنتي بسبب حاجز اللغة الاسبانية. كما أنها تعاني من مشاكل نفسية نتيجة الاغتراب والبعد الاضطراري عن العائلة.وهي ممنوعة من قبل الاحتلال المغربي من التسجيل في الحالة المدنية ( السجل المدني  (باسمها الحقيقي بقرار قضائي صادر عن المحكمة الابتدائية بمدينة كليميم سنة 2001 يقضي بمنع تسجيل اسم ’’الثورة’’ بالحالة المدنية  بمبرر أنه يمس بـ’’الثوابت المغربية’’.وعندما أحاول زيارتها بعد سنوات من الانقطاع عبر الحصول على تـأشيرة الذهاب إلى إسبانيا أو أوروبا اللـتين أسافر إليهما منذ سنة 2004، فإن بعض القنصليات الأوروبية بالمغرب لا تستحضر الاعتبارات الإنسانية بحيث تمنحني تأشيرات بمدد قصيرة لا تمكنني من اللقاء بابنتي دون الحديث عن الصعوبات المادية والتقنية  للحصول على التأشيرات.     وضعي الصحي سيئ للغاية، نتيجة لظروف الاختطاف والاعتقال والتعذيب وطبيعة السجون التي مررت منها، فأغلب هذه السجون عبارة عن مقابر جماعية للبشرعشت فيها مع رفاقي من السجناء السياسيين الجوع والتعذيب والاكتظاظ والتعايش مع الحشرات كالبق والقمل وغيرها، ناهيك عن الأمراض بما فيها المعدية والجلدية المنتشرة، والحرمان من كافة الحقوق ...  وقد سبق لي وأنا بالسجن أن أصدرت سنة 2003 تقريرا مفصلا عن السجن المدني بإنزكان / المغرب* ، الذي يشكل أحد السجون المظلمة والخطيرة، والمنتهكة فيها أبسط حقوق السجناء..

*انظر جريدة الايام الأسبوعية المغربية، ع 75 ، الصادرة بتاريخ 27 فبراير _ 5 مارس 2003، ص 15.

’’تبعات 31 إضرابا عن الطعام’’

في ظل هذه الظروف، أجبرت على خوض 31 إضرابا عن الطعام بالسجون المغربية وخارجها وأطولها مدة بلغ 52 يوما. وأتذكر عندما تم نقلي مرات عديدة للمستشفيات بسبب تدهور حالتي الصحية جراء الإضرابات عن الطعام، تم حقني بحقن نتج عنها تداعيات فيما بعد من ضمنها بقع للبرص في يدي اليمنى وشفتي.وكانت إدارة السجون المغربية تتعمد مصادرة حقوقنا وسلبها لإرغامنا على خوض إضرابات عن الطعام، بهدف استنزافنا صحيا ونفسيا ولدفعنا للموت البطيء. وفي حالة مغادرتنا السجن نكون في حالة صحية لاتسمح لنا بمواصلة النضال؛ إذ نكتفي بالانشغال بأوضاعنا الصحية.وفي هذا الإطار لازلت أعاني من تبعات ظروف السجن والإضرابات عن الطعام المتمثلة في أمراض مزمنة: كالربو والمعدة والأمعاء وأمراض جلدية والحساسية والروماتيزم والبواسير. ومشاكل في الجهاز البولي أجريت على إثرها عمليتين جراحيتين، كانت آخرها بمستشفى عمومي بمدينة كليميم. وبسببها تعرضت لحملة تشهير وتميـيز في الصحافة المغربية على خلفية حقي المشروع في العلاج. إضافة إلى إصابتي بكوابيس في النوم وحالات الأرق الحاد، وكل هذا يحتاج لمتابعة طبية ولتكاليف علاج باهظة لا يمكنني تحملها. كما أتعرض بصفة متواصلة للتضييق والمتابعة والملاحقة بالمدن والمطارات ونقاط المراقبة البوليسية التي أمر منها أثناء تنقلاتي، وتهديد وتخويف الناس الذين التقيهم. كما أن منزلي بالعيون/ الصحراء الغربية محاصر ومراقب من طرف أجهزة الاحتلال المغربي بشكل سري وعلني، وأعيش إرهابا دائما والصحافة المغربية تصفني بأوصاف تحريضية ومشحونة بالكراهية من قبيل :    • ’’الانفصالي علي سالم التامك العدو رقم 01’’    • ’’هل يجب ترحيل التامك إلى تندوف ؟ ’’    • التامك : سيرة خائن.    • ’’علي سالم التامك وشركاؤه الصحراويون يحاكمون بتهمة التخابر مع العدو’’    • ’’علي سالم التامك الجاسوس الذي عاد إلينا من الجزائر’’    • ’’ما حقيقة علاقات التامك بالمخابرات المغربية ؟’’ *    • ’’إطلاق سراح زوجة التامك بعد اعتقالها في حضن "مناضل" صحراوي...إلخ’’ وهو ما يعتبر دعوة تحريضية مباشرة لتصفيتي واغتيالي، وهذا ما تعرضت له بالفعل في يناير/ كانون الثاني 2003 بسجن سلا / المغرب عندما حاول سجين الحق العام طعني بسكين.أنا مهدد في حياتي وأتعرض لمخاطر مستمرة، ونفس الشيء لابني وابنتي وزوجتي حيث نعيش تفاصيل السجن والعقاب والانتقام في كل وقت بصيغ متعددة الأشكال.وقد كانت والدتي تتأثر تأثرا عميقا بإضراباتي المتكررة عن الطعام، فرغم قساوة ووحشية وفظاعة ما تعرضت له بمخافر التحقيق البوليسية وبالسجون وخارجها، حكت لي والدتي بألم ’’أن أكثر شيء تكرهه هو الإضراب عن الطعام، لأنه طريق مباشر للموت’’.    وليس غريبا أن تلفق لي قوة الاحتلال المغربي أي تهمة كيفما كان نوعها، لتتخلص مني بسبب نشاطي المدني وتمسكي بالدفاع عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وبسبب نشاطي في منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESA التي يتعرض أغلب نشطائها للاختطاف والاعتقال والتعذيب والمحاكمات السياسية الغير شرعية، والطرد من العمل والتجسس باستعمال برنامج بيغاسوس ومن مختلف الممارسات المهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية.

  *ما حقيقة علاقة التامك بالمخابرات المغربية ؟، جريدة المستقل الاسبوعية المغربية، العدد 831، 22ـ28 أبريل 2005’’خائن’’ مع وقف التنفيذ

ولقد أكد تقرير منظمة ’’هيومن رايتس ووتشHRW’’ الصادر بتاريخ 28 يوليوز/ تموز 2022، تحت عنوان ’’فيك فيك’’(سينالون منك مهما كان) أن الاحتلال المغربي قادر على توظيف كل السيناريوهات السياسية الاستئصالية المُقَنّعَةِ والملتوية والتكتيكات للقضاء على المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين الصحراويين. وهنا استحضر أنه بعد اختطافي رفقة مجموعة من المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بتاريخ 08 أكتوبر/ تشرين الأول 2009 على إثر زيارتنا لأول مرة لمخيمات اللاجئين الصحراويين غرب تندوف/الجزائر؛ تمت متابعتنا أمام المحكمة العسكرية بالرباط /المغرب بتهمة ’’الخيانة العظمى’’.وفي خطاب لملك المغرب بتاريخ 06 نونبر/ تشرين الثاني 2009 وبغية شرعنة السياسة العقابية الممنهجة للاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين المطالبين سلميا بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير واحترام حقوق الإنسان بالصحراء الغربية قال:’’...فإما أن يكون المواطن مغربيا أوغير مغربي.."فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لاتوجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة. ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة، والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن...’’ ، وهذا ما يثبت بالنتيجة أن عمليات القمع والانتقام للاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين بشكل عام والمدافعين عن حقوق الإنسان بصفة خاصة ممنهجة ولا حدود لها، ولا تقيدها أي اعتبارات قانونية أو أخلاقية.  

 ’’على سبيل الختم’’إن الهدف من نشر جزء من الجرائم ضد الإنسانية التي تعرضت لها وعائلتي، هو مناشدة للضمائرالحية والشخصيات المهتمة والمنظمات الحقوقية والإنسانية المدافعة عن حقوق الإنسان في العالم، من أجل حمايتي وحماية عائلتي وصون كرامتي. ومن أجل احترامي كمدافع عن حقوق الإنسان وناشط نقابي بالصحراء الغربية. وتمتيعي بكامل حقوقي المكفولة في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، مع التفكير في سبل وطرق تقديم المساعدة لي من أجل العيش الكريم ولمجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان والسجناء السياسيين والإعلاميين والمدافعين الصحراويين عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.عند نشر هذه الشهادة سيلجأ الاحتلال المغربي وامتداداته، وأخطبوط علاقاته السياسية والإعلامية وغيرها لشن حملات مضادة للتشويش، وسلك كل الطرق للانتقام كعادته. ومن المحتمل أن يستغل أقرب الناس لي بمن فيهم أفراد من عائلتي كما فعل سابقا. ليس لردعي ومحاولة إسكات صوتي فقط، ولكن لترهيب كل المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان وضحايا قمع الاحتلال المغربي من المدنيين الصحراويين وعائلاتهم الذين يرغبون أو يحاولون الجهر بما تعرضوا له.إنها جزئيات ومقاطع تبدو متباعدة في الصورة، لكنها تجتمع في منظومة قمعية متكاملة.أنا ممتن كثيرا لمن ساهم في تمتيعي بحريتي الجزئية مرات عديدة وكان له الفضل في كشف جزء من معاناتي ومعاناة شعبي.

’’خيار الدفاع عن قيم حقوق الإنسان وحرية الشعب الصحراوي خيار له ضرائبه، ولكنه ضمانة لحماية مستقبل وكرامة الأجيال القادمة’’                                                                       *علي سالــــــــــــــــم التامك

علي سالم التامكعضو المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESAalisalem.codesa@gmail.comBaramaws@gmail.com

المحجوب مليحةرئيس لجنة العلاقات الخارجية لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESAElmahjoub.maliha@gmail.com

تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية CODESACodesa.ws@gmail.com

___________________

31 تشرين الأول / أكتوبر 2022 العيون / الصحراء الغربيةCODESA 2022©