Back to top
13 ديسَمْبِر / كانون الأول 2016

محاصَرون يدافعون عما بقى من الحياة في حلب

المدافعون عن حقوق الإنسان في حلب عرضة لخطر الاعتقال والتعذيب والقتل فيما لا يزال المدنيون يفرون من القصف في شرق حلب -وفقا لما أعلنته فرونت لاين ديفندرز يوم الثلاثاء.
بعد أسابيع من هجمات قادها النظام السوري بدعم من الطيران الروسي، خلف أكثر من 80,000 نازح من ديارهم، ولايزال عشرات الألوف محاصرين فيما تضيق قوات النظام الخناق على المناطق القليلة الباقية بيد الخصوم في المدينة.
في ليل الاثنين، ذكر المدافعون عن حقوق الإنسان الذين لا يزالون في حلب بأن القوات الموالية للنظام السوري (الجيش السوري و الميليشيات المسلحة من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان) تدخل البيوت وتقتل العائلات. وبعد ذلك بساعات أفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن مقتل ما لايقل عن 82 مدني أثناء المداهمات. الصور التي أرسلت إلى فرونت لاين ديفدرز من النشطاء الذين لايزالون ملتزمين بتوثيق الفظائع، تظهر العديد من الجثث في الشوارع.

"إننا نتكلم، ونصرخ، ونرسل مقاطع الفيديو. ليس لأن ذلك سيغير شيئا، ولكن لأننا إذا صمتنا سوف يقوم النظام بقتل الناس في صمت".

- مدافعو حقوق الإنسان في شرق حلب

طوال الليل ولغاية صباح الثلاثاء، قام المدافعون عن حقوق الإنسان بالتصوير والتوثيق والكتابة ونشر تسجيلات صوتية للقصف المتواصل. هؤلاء يستمرون في الإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان على الرغم من خطورة تعرضهم للإنكشاف والاعتقال والتعذيب، أو حتى القتل إذا ما تمكنوا من مغادرة المنطقة.

ناشدت أربع منظمات إغاثة محاصرة، من بينها منظمة الخوذ البيضاء، "المجتمع الدولي" لترتيب ممر آمن للمدنيين المائة ألف على امتداد أربعة كيلومترات من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة. وقد أعدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمساعدة في عمليات الإجلاء إذا ما تم التوصل إلى اتفاق، داعية إلى حماية المدنيين "قبل فوات الأوان". إلا أن التجارب أثبتت بأن ترك المناطق التي يسيطر عليها المتمردون لا يقل خطورة عن البقاء فيها. فقد حدث وأن تم اعتقال المدنيين الناجين من القصف وتعذيبهم من قبل القوات السورية. ووفقا لمكتب الامم المتحدة لحقوق الإنسان، أصبح مئات الرجال من شرق حلب "مفقودين" بعد عبورهم يوم الجمعة إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام.

ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان أنه بعيدا عن اتفاق الممر الآمن، حتى الإجلاء من حلب لا يضمن السلامة، حيث أصبح الناشطون والصحفيون والأطباء والمغيثيون وجوها معروفة، وحالهم كحال العديد من المدنيين في شرق حلب، يخشون تعرضهم للتعذيب والقتل متى ما تمكنوا من الإنتقال إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام. وعلاوة على ذلك، فإن فشل الحكومات الغربية والولايات المتحدة في تأمين وقف لإطلاق النار وعمليات الإجلاء بضمانات دعى العديد إلى التوجس من كلمتَي "اتفاق" أو "إجلاء".
على مدى خمس سنوات، قدم المدافعون السوريون عن حقوق الإنسان أكثر التقارير دقةً وخطورة حول انتهاكات الحرب وحقوق الإنسان التي ترتكب في البلاد - وغالبا بمخاطرات شخصية جسيمة. وقد اعتقلوا وعذبوا واختفوا، وقتلوا بسبب عملهم. أضحى المسعفون يجرون عمليات جراحية فوق طوابق اسمنتية بعد وجود أدلة واضحة باستهداف المستشفيات. ولا يزال الصحفيون يبثون المقابلات الإذاعية مع علمهم بأن مع كل ظهور علني لهم يزدادوا معرفة وتعرضا للتعذيب اذا ما حاولوا الفرار.

الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الخارجية، وجماعات حقوق الإنسان الدولية، والمراسلون الأجانب في كافة شبكات الأخبار الرئيسية تعتمد كليا على المدافعين عن حقوق الإنسان في الداخل لتوفير تقارير موثوقة حول الانتهاكات التي ترتكب.

وتحتفظ فرونت لاين ديفندرز على خط تواصلها مع المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا ساعية لأن تبقى منبرا لأصواتهم.

للتحدث مع فرونت لاين ديفندرز، يُرجى الاتصال بـ:

solidarity@frontlinedefenders.org