Back to top
21 يونيو / حزيران 2023

الحرب في السودان: ضرورة حماية اللاجئين والنازحين بما في ذلك النساء والمدافعات عن حقوق الإنسان

في 8 يونيو 2023، أعلنت وزارة النقل السودانية أنه يتعين على جميع المواطنين السودانيين بما في ذلك النساء والأطفال الحصول على تأشيرات للعبور إلى مصر اعتبارًا من 10 يونيو 2023. كان الطريق إلى مصر هو المسار الأكثر أمانًا والأكثر سهولة لإجلاء النساء والأطفال والمدافعات عن حقوق الإنسان. مع متطلبات التأشيرة الجديدة التي أنهت الإعفاء من التأشيرة للنساء والأطفال، فإنّ أسلم الطرق للوصول إلى برّ الأمان لآلاف النساء والمدافعات عن حقوق الإنسان صار معرضًّا للخطر.

في 25 مايو، غيّرت السلطات السودانية اللوائح المتعلقة بتمديد جوازات السفر منتهية الصلاحية وأجّلت إصدار وثائق السفر. إن تأجيل إصدار وثائق السفر ينطوي على تمييز ضد النساء والفتيات. من المعروف أن النساء في المجتمعات المحافظة مثل السودان نادرًا ما يحصلن على جوازات سفر مقارنة بالرجال.

أجبرت الحرب في السودان أكثر من 1.4 مليون شخص على ترك منازلهم. معظم هؤلاء النازحين هم من النساء والأطفال. أكثر من مليون نازح مشرّدون داخلياً، و340 ألفاً فَرُّوا إلى البلدان المجاورة. أعلنت السلطات المصرية أنها استقبلت أكثر من 170 ألف لاجئ سوداني في آخر 50 يومًا. معظم الذين فرّوا إلى مصر يأتون من الخرطوم. وقد فرّ أكثر من 60 ألف شخص إلى تشاد من دارفور، وفرّ 70 ألفًا آخرون إلى جنوب السودان.

تُعاني النساء والفتيات أثناء النّزوح مع تزايد انعدام الأمن على الطرق ونقص الغذاء والرعاية الصحية. يُعدُّ إنشاء نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على الطرق، وإغلاق الجسور في الخرطوم والنهب بعضًا من التحديات الرئيسية التي تواجه تحرّك النساء في جميع أنحاء السودان. علاوة على ذلك، تقطّعت السُّبل بآلاف النساء في مناطق القتال خوفًا من مخاطر السفر. ارتفاع تكلفة النقل هو تحدٍّ آخر للنساء المحتاجات للفرار من مناطق الصراع. أدّى ارتفاع التقارير عن التحرش الجنسي على الطرق إلى بقاء العديد من النساء والفتيات في مناطق خطرة. لا تشعر النساء بالأمان للتنقل داخل أحيائهن في الخرطوم ودارفور، حيث يخشين السير في الشوارع خوفًا من الاختطاف والتحرش الجنسي. قالت امرأة عالقة في منطقة قتال بالخرطوم: "خرجت لجلب الماء في منطقتنا في شمال الخرطوم، ولم أرَ أي امرأة في الشوارع. لم تعُد شوارعنا آمنة للنساء والفتيات ".

هناك أكثر من 300 بلاغًا عن أشخاص في عداد المفقودين، العشرات منهم من النساء والفتيات. نزحت النساء من الخرطوم إلى مَدَني في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض والشمال ونهر النيل. لجأ أولئك الذين فرّوا من نَيالا في جنوب دارفور إلى ضواحي المدينة، بينما فرّ آخرون إلى جنوب السودان. فرت النساء في الفاشر بشمال دارفور إلى الجزء الجنوبي من المدينة وبلدات أخرى. في غضون ذلك، فإن الوضع في زيلنجي بوسط دارفور والجنينة بولاية غرب دارفور كارثيٌّ، حيث تقع المدينتان تحت الحصار بحسب ناشطين فرّوا من المناطق إلى تشاد. إن وضع المدافعات عن حقوق الإنسان النازّحات داخليا مقلق للغاية بسبب زيادة التقارير عن التهديدات الموجهة للمدافعات عن حقوق الإنسان اللاّتي فرَرن من الخرطوم إلى مَدَني في ولاية الجزيرة. تنشط قوات أمن النظام السابق في مراقبة المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في المدينة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن آلاف النساء اللواتي لا يحملن جوازات سفر عالقات في السودان دون القدرة على الانتقال إلى بلدان يمكن الوصول إليها بأمان. تُعرِّض متطلبات إصدار تأشيرات لدخول الدول المجاورة النساء السودانيات لخطر العنف الجنسي لأنهن محاصرات في مناطق القتال. تشجع الاتفاقية الدولية للاجئين لعام 1951 البلدان على قبول اللاجئين/ات دون شروط دخول منتظمة (وتشجع الاعتراف "الأولي" بوضع اللاجئ). وبالتالي، فإن العشرات من المدافعات عن حقوق الإنسان يعشن في محنة بعد هذه الإجراءات الجديدة التي حدّت من خيارات الإخلاء الآمن والسريع لأولئك الذين ليس لديهم جوازات سفر. كما زاد من وقت الانتظار على الحدود، حيث تقطعت السبل بآلاف النساء اللاّتي يعشن في ظروف غير إنسانية.

تدعو منظماتنا / مجموعاتنا إلى:

على طرفَي النزاع وقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين/ات وفتح ممرات إنسانية باتجاه الحدود بإشراف المنظمات الإنسانية الدولية.

على كلا طرفي النزاع والمجتمع الدولي ضمان حماية النساء من العنف الجنسي وضمان توفير الخدمات الأساسية للناجيات.

على الدول المجاورة ضمان تطبيق الإعتراف بوضع لاجئ بما يتماشى مع الاتفاقية الدولية للاجئين لعام 1951 التي تشجع الدول على قبول اللاجئين دون شروط دخول منتظمة.

تنسيق دول الجوار مع مبادرات المجتمع المدني ومنظمات الإغاثة الدولية لإقامة أماكن وحمامات إنسانية تضمن خصوصية المرأة وسلامتها، وتوفير الوجبات والخدمات الطبية الدورية في مواعيدها.

يجب على جميع الدول ضمان التمويل الكافي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات المعونة الدولية في البلدان المجاورة لضمان حصول اللاجئين/ات السودانيين/ات على الاحتياجات الأساسية.

كلا طرفي النزاع والدول المجاورة والمجتمع الدولي ضمان حماية المدافعات عن حقوق الإنسان، بما يتماشى مع إعلان المدافعين عن حقوق الإنسان وقرار الجمعية العامة رقم 181 بشأن حماية المدافعات عن حقوق الإنسان،

على الدول، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنشاء برامج لإعادة توطين المدافعين/ات عن حقوق الإنسان السودانيين/ات وأسرهم/ن في البلدان حيث يمكنهم مواصلة عملهم/ن دون تخويف أو انتقام.

الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة ذات الصلة، ولا سيما الفريق العامل المعني بالتمييز ضد النساء والفتيات، والمقرر الخاص المعني بحالة المدافعين/ات عن حقوق الإنسان، والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري، والمقرر الخاص المعني بحالات القتل خارج نطاق القضاء لإصدار بيانات عامة عن الانتهاكات الجارية و الانخراط في مشاورات شاملة وواسعة مع المجتمع المدني بما في ذلك المدافعات عن حقوق الإنسان.

يجب على مجلس حقوق الإنسان إنشاء آلية تحقيق دولية ذات موارد كافية للتحقيق في التهديدات والانتقام ضد المدافعات عن حقوق الإنسان بسبب عملهن، وتوثيق العنف الجنسي والجنساني.

لمزيد من المعلومات، راجع توثيق حركة حقوق المرأة السودانية (SUWRA) هنا.

الأطراف الموقّعة:

Actions pour la Réinsertion Sociale de la Femme "آ آر إس إف"

المركز الأفريقي للدراسات المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان

المبادرة الأفريقية للمدافعات عن حقوق الإنسان

رابطة الاتصالات التقدمية

ذي. آيس

مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان

كندا فور آفريكا

مركز السياسة الخارجية النسوية

مركز المدافعات عن حقوق الإنسان في أفريقيا

سيفيكوس - التحالف العالمي لمشاركة المواطنين

لجنة العدل

منتدى الأشخاص ذوي الإعاقة في أوغندا

الجبهة المصرية لحقوق الإنسان

المنبر المصري لحقوق الإنسان

مركز النديم - مصر

إكواليتي فاند

تنسيقية حقوق الإنسان بإريتريا

فرونت لاين ديفندرز

مبادرة جي بي في ليرننج إينيشياتيف

منظمة جين GIN SSOGIE

المركز العالمي لمسؤولية الحماية

الخدمة الدولية لحقوق الإنسان (آي اس ايتش آر)

تحالف لامو النسائي

منتدى صيادي الأسماك الباكستاني

مبادرة مسار السلام

Politics4Her

منظمة تنمية الأقليات الصومالية (سومدو)

حركة حقوق المرأة السودانية  (SUWRA)

المعهد عبر الوطني

 الجمعية السودانية المتعلمة بالولايات المتحدة

التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

 

_____________________________________________

Photo credit: © UNHCR/Charlotte Hallqvist