Back to top

مصر: مدافعون عن حقوق السكان الأصليين في محاكم أمن الدولة

 حقوق السكان الأصليين في المحاكم

السكان الأصليون في مصر والسودان، كانوا دائما عُرضة لمصادرة الأراضي والتشريد القسري من قبل الحكومة المصرية، وكذلك التهميش الثقافي والتمييز العنصري في كافة أرجاء البلاد. بحلول عام 1970، تم تشريد أكثر من 50,000 نوبي قسرا بعيدا عن موطنهم على ضفاف نهر النيل، ففقدوا منازلهم ومزارعهم وسبل عيشهم. كما استهدفت الحكومة المصرية أيضاً النوبيين المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يقودون النضال السلمي لعودة مجتمعاتهم إلى إلى أراضيهم. ويجرى حاليا محاكمة 32 ناشطاً نوبياً بسبب احتجاجهم السلمي منذ أن تم اعتقالهم في نهاية العام المنصرم. وقد لقى أحدهم حتفه في داخل السجن. ويفترض أن يتم الإعلان عن الحكم في 13 مارس 2018.

تحركوا لدعم المدافعين النوبيين بالضغط هنا.

"لقد استهدفت مصر النوبيين المدافعين عن حقوق الإنسان بالاعتقالات الجماعية والتشهير والمراقبة وتهديد أسرهم، وسمحت بوفاة مدافع محتجز بنحو غير عادل لقى حتقه في زنزانة لم يكن لينبغي أن يكون فيها أساسًا." 
- مدير فرونت لاين ديفندرز، أندرو أندرسون

محاكمة نشطاء

في محاولة لإسكات المطالب السلمية والشرعية للشعب النوبي، تستهدف الحكومة المصرية المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يقودون القضية. وقد تم رفض طلب نقل محاكمة 32 مدافعا من المحكمة العسكرية إلى المحكمة المدنية. في 13 مارس/آذار 2018، تنازل قضاة محكمة طوارئ أمن الدولة في أسوان عن ترؤسهم لجلسات محاكمة محمد عزمى  وميسرة عبدون وسهام عثمان، بالإضافة إلى 29 مدافعا نوبيا آخرين ، وذلك بسبب شكوك حول نزاهة الحاكمة، على أن تنظر محكمة أخرى في القضية في 15 أبريل/نيسان 2018.

seham_osman.jpg

سهام عثمان ناشطة نوبية وعضو مؤسس لجمعية جنوبية حرة، أول منظمة نسوية منظمة في أسوان. وقد أنشأت المدافعات عن حقوق الإنسان النوبيات المنظمة في عام 2013 استجابة ل"القبول الواسع" للعنف الذي تمارسه الشرطة والعنف ضد المرأة. في نوفمبر 2016، نظمت سهام عثمان وغيرها من المدافعين عن حقوق الإنسان النوبيون في أسوان "القافلة نوبية"، مما دفع العشرات من السيارات نحو الأراضي النوبية الأصلية. ونظرا لأن معظم أراضيها قد وضعت تحت السيطرة العسكرية، فقد تم القبض على القافلة النوبية بين سلسلة من نقاط التفتيش، و أجبروا على العودة إلى الوراء بعد أكثر من ثلاثة أيام في الصحراء.

egypt_-_mohamed_azmi.jpgمحمد عزمي هو محام ومدافع عن حقوق الإنسان والرئيس السابق للاتحاد العام النوبي، ومقره في أسوان. ويدعو إلى حقوق الأرض للشعب النوبي وإعادة التوطين العادل في وطنه التاريخي في جنوب مصر. الاتحاد النوبي العام في أسوان هي حركة نشطة تعمل على تعزيز حق العودة للمجتمع النوبي لأرض الأجداد منذ تشريدهم القسري بسبب مختلف المشاريع التي تقودها الحكومة مثل بناء السد العالي في أسوان في الستينات.

 

 

Maysara Abdoun 
 ميسرة عبدون مدافع نوبي لحقوق الإنسان، و مشارك بنشاط في الدفاع عن حقوق الأقليات و الحقوق النوبية  في محافظة أسوان. وهو منسق التدريب في مركز الحدود للدعم والاستشارات، وهي منظمة تقودها مجموعة من الشباب ذوي الخبرة في مجال التنمية المجتمعية وحقوق الإنسان. 
بالإضافة إلى ذلك، سيتم محاكمة المدافعين التاليين أيضا: محمد عثمان، وفاء علي، حمدي علي، منير بشير، محمد فضل، تامر طه، صفوت أحمد، حمدي عبد الحافظ، وليد ناصر، زكريا أحمد، طارق خليل، عبد القادر محمد، بكي كرار، يحيى سليمان، مجدي محمد، أحمد عبد الملك، حمزة حمود، هشام طه، صالح أحمد، محسن محمد، عمار عبد المنعم، محمد حسين، مصطفى طه، فهد سيد، خليفة خليفة، ياسر محمد، مجدي إبراهيم، عز الدين علي، وفوزي جابر.

 

الموت في السجن

إعتُقل جمال سرور مع 24 آخرين في سبتمبر / أيلول 2017 بعد الاحتجاج في أسوان، واحتجز في زنزانة مكتظة دون الحصول على المساعدة الطبية أو القانونية بشكل صحيح، وتوفي في سجن أسوان في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2017. وكان جمال معروفا في الأوساط النوبية بعمله الدؤوب خلال سنوات من النشاط السلمي والدعم للقضية النوبية.
وكانت سلطات السجن قد منعت عن جمال سرور، الذي كان في الخمسينات من عمره، دواء السكري لمدة خمسة أيام قبل وفاته. وارجأت سلطات السجن سبب تأخر الدواء إلى كون اسم الدواء مكتوبًا باللغة الفرنسية وأن ذلك كان يتطلب الترجمة. بيد أن المدافعين عن حقوق الإنسان الذين احتجزوا مع جمال سرور أفادوا بإن السلطات بدأت بمنع الأدوية عن السجناء بعد قيام العديد منهم بالإضراب عن الطعام احتجاجا على احتجازهم.

موجات اعتقال

في المحاكمة التي جرت في 12 ديسمبر/كانون الأول 2017، 25 للمدافعين عن حقوق الإنسان ال 32 الذين اعتقلوا في مسيرة سلمية في 3 سبتمبر/أيلول، حيث غنىوا الأغاني التقليدية للاحتفال بعيد الأضحى و شاركوا في حملة حق النوبيين في العودة التي تضمنها المادة 236 من الدستور المصري لعام 2014. كان من المقرر ان تجرى المظاهرة فى وسط أسوان، ولكن تم نقلها إلى ميدان الجزيرة بسبب التواجد الأمني في المكان الأصلي. وفي ميدان الجزيرة، التقى المتظاهرون بثماني سيارات امنية ودبابتين عسكريتين. و قامت الشرطة المسلحة بالإعتداء الجسدي على المتظاهرين واعتُقل المدافعون عن حقوق الإنسان، ثم احتُجزوا في معسكر الأمن المركزي في أسوان بمنطقة الشلال..

 

وفي أكتوبر/كانون الأول 2017، ألقي القبض على سبعة نوبيين مدافعين عن حقوق الإنسان خارج معسكر الأمن بسبب احتجاجهم السلمي المطالب بإطلاق سراح المحتجزين ال 25. 
في نوفيبر/كانون الأول 2017، بعد وفاة المدعى عليه جمال سرور بسبب الإهمال الطبي، تم اعتقال 10 ناشطين نوبيين آخرين لاحتجاجهم على وفاته، على أن تتم محاكمتهم في قضية منفصلة.  

مطالبات بالعدالة

فرونت لاين ديفندرز تجدد إدانتها لوفاة المدافع عن حقوق الإنسان النوبي جمال سرور بسبب الإهمال الطبي، وتعيد دعوتها ثانيةَ لإجراء تحقيق فوري في ظروف وفاة جمال سرور، وما يلي ذلك من ملاحقات جنائية للجهات المسؤولة. 
وعلاوة على ذلك، تدعو منظمة فرونت لاين ديفندرز السلطات المصرية إلى التوقف الفوري عن المضايقات المستمرة ضد النوبيين المدافعين عن حقوق الإنسان وإسقاط التهم الموجهة إليهم. كما تدين بشدة محاكمة المدافعين عن حقوق الإنسان في محكمة أمن الدولة المصرية، حيث لا يمكن الطعن في الأحكام التي تصدرها المحكمة بسبب ربطها بحالة الطوارئ في مصر. هذه الأحكام يمكن تأكيد تنفيذها من قبل الرئيس.

"لقد وسعت الحكومة المصرية حملتها السيئة السمعة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان إلى أسوان، حيث اضطهدت النشطاء النوبيين خلال عام 2017 ضمن سابقة لم تكن مشهودة من قبل".
- أندرو أندرسون، المدير التنفيذي بفرونت لاين ديفندرز 
 

Mohamed_azmy_fld.jpg
Closed Case
7 أبريل / نيسان 2019

في 7 أبريل/نيسان 2019، برّأت محكمة جُنح طوارئ أمن الدولة في أسوان سهام عثمان مع سبعة متهمين آخرين في القضية المعروفة باسم معتقلي الدفوف. علاوة على تغريم كل من ميسرة عبدون ومحمد عزمي بمبلغ 50,000 جنيه مصري (حوالي 2,600 يورو).

 

المَناطق 
HRD or Organization 
Egypt crackdown on civil society
Closed Case
6 نوفَمْبِر / تشرين الثاني 2017

فرونت لاين ديفندرز تدين بشدة الإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة النوبي المدافع عن حقوق الإنسان، جمال سرور، في سجن أسوان في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2017. وكان المدافع قد اعتقل مع 24 آخرين في سبتمبر/أيلول 2017 بعد مظاهرة سلمية كانت قد خرجت للمطالبة بحق المجتمع النوبي في العودة إلى أراضيهم التي شردوا منها في الستينيات.

الإنتهاكات 
المَناطق 
HRD or Organization